إن السعي وراء خلق مناخ سياسي متوتر ، والعمل على تمديد عمر الأزمة ، قد
يعصف بالعملية السياسية برمتها ، ويضع الشارع السياسي في مواجهة مستمرة مع
من يحكم مصر في المستقبل . لأننا أسسنا منذ بداية التجربة لهذا التصور
الذي انطبع في أذهان
الناس ، وحولنا المعارضة من النخبة إلى الشارع ، لدرجة
أن الجميع صار يتقن هذا الفن . ولا احد يستطيع توقيف طوفان الجماهير التي
اعتادت الخروج إلى الشارع في أي مكان وفي أي زمان . أما إذا أردنا ان
نبني دولة لا تزول بزوال الأفراد ، فعلينا أن نتحلى بشيء من الصبر والحكمة
، وان نعين من أُنيطت به هذه المهمة الصعبة ، لا أن نجتمع عليه ، في سبيل
إنجاز أهداف آنية ، قد تدمر ليس فقط ما تم بناؤه خلال شهور ، بل خلال ستين
عاماً . إن لعبة القط والفأر التي تجري فصولها بين الإخوة الفرقاء ، لا
ينبغي أن يتم على حساب الوطن. انا أتعجب من بعض السياسيين الذين يرمون
بكامل ثقلهم من أجل تغيير النظام بالقوة ، وفي الوقت نفسه يتغنون
بالديموقراطية ، هل هذا معقول ياسادة ياكرام ؟ من جانب آخر ، تتعالى
الأصوات بإقصاء جماعة الإخوان من كل مفاصل الدولة ، تحت ذريعة ما يُطلق
عليه " أخونة الدولة " . هب أن الإخوان سيروا الدولة بمفردهم ، مالعيب في
ذلك ؟ فالعبرة في الأداء والنتيجة ، وليس في الأشخاص . لا يُشرف المصريين ،
أن نترك العنان للشارع ينقلب على دولة وصلت إلى السلطة عن طربق الصناديق ،
شهد بذلك العدو قبل الصديق ، كما لا يُشرف المصريين كذلك ، أن يتناحروا
يومياً أمام مرأى ومسمع العالم بأسره ، ليقدموا صورة مشوهة ، تعصف بموقع
مصر الاستراتيجي في كل بلاد العالم .
تعليقات: 0
إرسال تعليق